الرباط.. الاستدامة المائية والطاقية في مواجهة التغيرات المناخية محور ندوة علمية
شكل موضوع “الاستدامة المائية والطاقية في مواجهة التغيرات المناخية”، محور ندوة علمية نظمها اليوم الأربعاء بالرباط، مجلس مقاطعة أكدال-الرياض، في إطار الأيام البيئية الموازية لأنشطته العلمية والثقافية.
وتهدف هذه الندوة، التي تندرج أيضا في إطار انفتاح المجلس على المؤسسات الجامعية المختصة في البحث العلمي، إلى تسليط الضوء على موضوع الاستدامة المائية والطاقية بشكل عام، وإغناء النقاش حول القضايا التي يطرحها التغير المناخي ومتطلبات التفكير في الطرق الناجعة للاستدامة المائية والطاقية. كما يتوخى تشجيع الحوار والنقاش حول موضوع الاستدامة الطاقية والمائية، وتبادل الأفكار بين كل الفاعلين المعنيين بهدف المساهمة في حماية الموارد المائية والطاقية وتثمينها، إلى جانب الاطلاع على الاستراتيجيات والبرامج ذات الصلة بالموضوع، قصد الاعتماد على مقاربة تشاركية في تفعيل نموذج بيئي تنموي مستدام في تراب مقاطعة أكدال -الرياض، من خلال رصد الإكراهات والتحديات والفرص، وتقديم المقترحات والتوصيات، بغية تفعيل التوجيهات الملكية السامية في مجال الماء والطاقة.
وبهذه المناسبة، أبرز المتدخلون أن الموارد المائية ومصادر الطاقة تعتبر عاملين أساسيين في استدامة النمو الاقتصادي والتنمية في كل بلدان العالم، بإعتبارهما مدخلان رئيسيان لإنعاش الكثير من القطاعات التي تدفع بالنمو الاقتصادي وتساهم في خلق فرص الشغل وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى تلبية حاجيات المواطنات والمواطنين .
وشددوا على ضرورة توحيد الجهود من أجل مواجهة التغيرات المناخية التي أضحت تهدد الموارد المائية في السنوات الأخيرة، مؤكدين على تشجيع استخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة كحلول ناجعة ومستدامة.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس مقاطعة أكدال- الرياض عبد الإله البوزيدي، إن التغيرات المناخية غير المعهودة التي تفاقمت انعكاساتها في السنوات الأخيرة أضحت مصدر قلق متزايد للمجتمع الدولي، مشيرا إلى الأهداف الكبرى التي حددتها الأمم المتحدة في مجال التنمية المستدامة والمرتبطة بتوفير المياه والحفاظ على جودتها، وتعزيز السياسات المتوجهة نحو الطاقة النظيفة أو الطاقات المتجددة.
وأكد أن مواجهة الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية التي تتسبب في ندرة وتدهور الموارد المائية، وكذلك الموارد الطبيعية بشكل عام في كثير من مناطق العالم تعتبر من بين التحديات المشتركة على الصعيد الدولي، مؤكدا أنها تشكل عقبات رئيسية بالنسبة لأنشطة اقتصادية حيوية من قبيل الزراعة والصناعة والسياحة، فضلا عن تلبية حاجيات السكان من مياه الشرب.
من جانبه، قال محمد بحناسي الخبير البيئي لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إن تغيرات المناخ تؤثر على توفير المياه لتلبية الاحتياجات الأساسية وعلى جودتها وكميتها، وتساهم في زيادة الصعوبات المرتبطة بالإدارة المستدامة للموارد المائية.
وأبرز السيد بحناسي أن التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من وطأتها من خلال إدارة المياه واستدامتها يعد أمرا بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة.
بدوره قال محمد مكاوي، رئيس قسم النجاعة الطاقية بالوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، أن المغرب وفي إطار مواجهة التغيرات المناخية من خلال الاستدامة الطاقية، اعتمد استراتيجية تقوم على أساس ضمان تأمين الإمدادات والتزود بالطاقة وتعميم الولوج إلى الطاقة بأسعار تنافسية والتحكم في الطلب، مع التركيز على الهدف الأساسي وهو الحفاظ على البيئة.
كما أكد أن المغرب ومن خلال الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، قد اشتغل على تطبيقات النجاعة الطاقية من خلال الطاقات المتجددة عبر الضخ المائي بالطاقة الشمسية، واعتماد الطاقة الشمسية كمصدر للإنارة الضوئية بالمباني، وتعزيز الاستدامة الطاقية في مجال الاقتصاد الأخضر من خلال الشراكات والاتفاقيات مع مجموعة من الدول الإفريقية.
وتم خلال هذا اللقاء، الذي حضره عدد من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين في شؤون البيئة، مناقشة موضوع الإجهاد المائي كوضع راهن وأفاقه المستقبلية، إلى جانب الابتكار الأخضر من أجل حماية المناخ، ودور ورمزية الماء في الحضارة الإسلامية، إلى جانب دور الفاعل الترابي في مواجهة التغيير المناخي.