ندوة علمية بالرباط حول “نمط العيش وتأثيره على التغير المناخي: أية مسؤولية مجتمعية لحماية البيئة؟”

0

نظم كرسي الألسكو للتربية على التنمية المستدامة والموروث الثقافي المبدع، اليوم السبت بالرباط، الجلسة العلمية الثانية من جلسات الكرسي الحوارية مع الخبراء، حول موضوع “نمط العيش وتأثيره على التغير المناخي: أية مسؤولية مجتمعية لحماية البيئة؟”.

وتناولت الندوة المنظمة، بمناسبة اليوم العربي للبيئة، ضمن سلسلة حوارية تحت شعار: “معرفة سليمة، بناء المواقف وتعزيز سلوكات إيجابية من أجل تنمية مستدامة”، واقع وتحديات التغير المناخي ومسؤولية مواجهة تداعياته البيئية والاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا السياق أبرز عماد سعد رئيس شبكة بيئة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، في محاضرته بالمناسبة، “أن التغير المناخي بات حقيقة واقعة، وخطرا قائما وليس وهما أو ترفا فكريا”، مشيرا إلى وجود علاقة طردية بين تغير المناخ ونمط العيش غير المستدام.

وأكد السيد عماد سعد، الخبير في مجال التنمية المستدامة والتغير المناخي، على الأدوار التي تضطلع بها كل من المؤسسات والشركات والحكومات والافراد، كل من موقعه ومسؤولياته، تجاه انبعاث الغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري وتؤدي بالتالي إلى التغير المناخي.

كما أشار إلى مفهوم المسؤولية المجتمعية في التنمية المستدامة والشراكة في معادلة الحل عبر نقطتين أساسيتين هما: التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة التي أدت الى التغير المناخي، والتكيف مع ما هو قائم من تغيرات مناخية وما يتخللها من مخاطر.

وأضاف أنه لا يوجد بلد في العالم بمنأى عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية، بغض النظر عن حجم الانبعاثات الناتجة عن هذا البلد أو ذاك، وأن البلدان النامية أو الهشة مناخيا هي التي تدفع ثمنا باهظا.

وشدد على أهمية الدور الذي الي يضطلع به الفرد من خلال ما أسماه بمثلث الترشيد : ترشيد الطاقة، وترشيد المياه، وترشيد النفايات، بما يجسد مفهوم الشراكة في المسؤولية. وقال “علينا ان نتوجه الى الترشيد راغبين قبل ان نكون مرغمين لان معادلات الكوكب تتغير، والانظمة والتشريعات تتغير باتجاه ضبط حماية مستقبل الاجيال القادمة حيال التغيرات المناخية”.

وأكد في ذات السياق على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا المناخ والقيام بإجراءات تحفيزية في هذا المجال فضلا عن تشريع قوانين بيئية ملزمة لحماية حاضر ومستقبل الإنسان، مع الحث على اختيار السلع ذات البصمة البيئية الأقل.

وأبرز عدد من المشاركين في هذه الندوة أن علم المناخ أصبح يفرض نفسه بشكل كبير في الآونة الأخيرة سواء في المغرب أو خارجه، مشيرين إلى حجم الترابط الهيكلي بين مجموعة من البلدان على المستوى المناخي.

وذكروا في هذا الصدد بالخسائر الناجمة عن الفيضانات المسجلة مؤخرا، بفعل التساقطات الكبيرة، وتأثيراتها المناخية العابرة للحدود، ولاسيما طابعها المفاجئ.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة نظمها كرسي الألسكو للتربية على التنمية المستدامة والموروث الثقافي المبدع بكلية علوم التربية- جامعة محمد الخامس بتنسيق مع ماستر تدريس العلوم الاجتماعية – سلك الإجازة في التربية والتاريخ والجغرافيا، وشبكة بيئة أبو ظبي، والشبكة العربية للعمل المناخي.

و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.